الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • تطبيع العلاقات بين "حماس" والنظام السوري.. انتقادات وردود فعل مستنكرة

تطبيع العلاقات بين
حماس - الأسد

لقيت عملية عودة العلاقات الرسمية بين حركة "حماس" والنظام السوري عقب قطيعة استمرت عشر سنوات، انتقادات واسعة وردود فعل مستنكرة من مختلف الهيئات السياسية والدينية والمجتمع السوري والفلسطيني، لكن "حماس" بررت ذلك بأنه خدمة لـ"القضية الفلسطينية".

وجاء تطبيع العلاقات بين الطرفين، بعد حوارات ولقاءات ومفاوضات استمرت لنحو خمس سنوات.

ويوم الخميس الفائت، أعلنت حركة "حماس" مضيّها في "بناء وتطوير علاقات راسخة" مع النظام السوري بعد نحو 10 أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين.

وأكّدت الحركة في بيان صحافي، رسمياً قرارها باستئناف علاقتها مع النظام السوري لما ادعته بأنه "خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة وفي القلب منها قضية فلسطين لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا".

كما قالت بأنها تتطلع "أن تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، ودعمها كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها".

اقرأ أيضاً: حركة "حماس" تعدم 5 فلسطينيين في قطاع غزة

وفي سياق متصل، أعلن عدد من الفصائل الفلسطينية ما أسمته "مباركة خطوة حماس تجاه العلاقة سوريا"، ومن بين الفصائل الموقعة على البيان (حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، حركة الأحرار الفلسطينية، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لجان المقاومة الشعبية).

إلى ذلك، أعرب عدد من الهيئات والناشطين السوريين رفضهم لعودة حركة "حماس" إعادة تطبيعها العلاقات مع النظام السوري ومباركة عدد من الفصائل لهذه الخطوة. وقال علي أمين السوادي، كاتب سوري، في تغريدة عبر تويتر "في حال وصول سلطة وطنية منتخبة ديمقراطيا من الشعب السوري و تمثله الى السلطة في سوريا، ستتمنى الفصائل المدرجة اسماءها في لائحة من يباركون ويدعمون حماس ان الله لم يخلقها".

كما قال التشكيلي السوري، عمار آغا القلعة، أنه "لا أحد يمكنه إنكار الدعم الإيراني لحماس وأثرها على مسيرتها النضالية المظفرة فالبراغماتية الإيرانية علمتها كيف تكون متعددة الوظائف والتسميات".

من جانبها، انتقدت هيئة علماء العراق إعادة "حماس" علاقاتها مع النظام السوري. معتبرةً أنها "انحراف عن بوصلة المقاومة في فلسطين، ولن تحقق شيئاً ذات بال للقضية الفلسطينية، ومصادمتها لمصالح الأمة".

وقالت الهيئة في بيان، إن إعادة "حماس" لعلاقتها مع النظام "تفتقد لأي وجه شرعي معتبر في تبرير التعامل مع النظام السوري على حساب المظلومين والمهجرين والمضطهدين من أبناء الشعب السوري المصابر".

وأشارت "هيئة علماء المسلمين" في العراق إلى أن "المصالحة المتوهمة التي بنت على أساسها الحركة قرارها هذا، ستفت في عضد الشعوب التواقة للخلاص مما تعانيه، وستفتح باباً كبيراً من المخاطر والمفاسد على القضية الفلسطينية والمنطقة معاً، وستسهم في تعزيز حظوظ مشاريع التطبيع في المنطقة".

كما أدانت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية"، في بيان بأشد العبارات أية "انزلاقة لحركة مجاهدة بعيداً عن ضفاف الأمة ونصائح علمائها، مؤكدة أنها انزلاقة ستدفع هذه الحركات ثمنها من رصيد حاضنتها الشعبية، في معرض تعليقها على قرار حركة "حماس" مواصلة التطبيع مع نظام الأسد".

واعتبرت "أن الانحياز إلى الأمة يعني الاستماع إلى ضمير شعوبها ونصائح علمائها، لا العودة إلى نظام لفظته الأمة كلها، مؤكدة أن النظام الذي لا يجرؤ على رد العدوان الصهيوني على أراضيه، ويحتفظ بحق الرد مرة بعد مرة، لا يمكن أن يكون سندا في مواجهة الاحتلال وتحرير فلسطين منذ اندلاع الثورة السورية المباركة".

وفي وقت سابق، استنكر رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، سالم المسلط "إصرار حماس على التطبيع مع النظام السوري"، مشيراً إلى "توجيه العديد من الدعوات لثني الحركة عن الخطوة المسيئة لملايين السوريين والفلسطينيين".

وقال المسلط في تغريدة عبر "تويتر" إن التطبيع مع النظام السوري "لن يشرعنه، ولكنه حتماً سيلوّث من بادر إليه، ويحط من قدره ومكانته".

فيما قال آخر، "عن تضامن حماس مع صاحب "مجزرة التضامن"، عن الغارة/ البيان المتضامن مع من يرد على الغارات بالبيانات، وعن كيف تجعل حركة ونضالا وقضية (بحجم حماس)، ذاتها بذاتها، بلا تحريض ولا تعريض من عدو ولا صديق، لا تبتعد كثيرا عن "النجباء" و"فاطميون" و"زينبيون".

اقرأ أيضاً: حركة "حماس" تعلن استئناف علاقتها مع النظام السوري

وتأتي عملية التطبيع هذه، بين "حماس" والنظام السوري بعد نحو ثلاثة أشهر من التسريبات التي قالت إنّ الحركة اتخذت قراراً بإعادة علاقتها مع النظام السوري.

وفي حزيران الماضي، كشفت مصادر من "حماس" لوكالة "رويترز" أن الحركة والنظام السوري "يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بعد قطيعة استمرت 10 أعوام".

والعلاقة بين "حماس" والنظام السوري بدأت فعلياً في العام 1999 واستمرت حتى عام 2012 وخلال تلك الفترة قدم نظام الأسد دعماً في مختلف المجالات للحركة، لكن بعد اندلاع "الثورة السورية" رفض خالد مشعل الرئيس السابق لمكتب "حماس" إدانة الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام ورفع علم الثورة في عام 2012 وغادر مقر إقامته الذي كان يعد مكتب الحركة الرئيس متوجهاً إلى غزة.

ليفانت نيوز_ متابعات

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!